الإحليل السفلي في الأطفال: الأسباب والتشخيص والعلاج

يُعد الإحليل السفلي (Hypospadias) من أكثر العيوب الخلقية شيوعًا في الجهاز البولي والتناسلي لدى الذكور، حيث يحدث عندما يكون فتحة مجرى البول متوضعة في مكان غير طبيعي على الجانب السفلي من القضيب بدلاً من موقعها الطبيعي في طرفه. يمكن أن يختلف مدى شدة الحالة من بسيطة إلى معقدة، مما يستدعي التشخيص المبكر والتدخل العلاجي المناسب لضمان وظيفة طبيعية وتحسين المظهر الجمالي.

أسباب الإحليل السفلي

على الرغم من عدم تحديد سبب دقيق للإحليل السفلي، إلا أن هناك عدة عوامل يُعتقد أنها تساهم في حدوثه، ومنها:

1. العوامل الوراثية: تشير الدراسات إلى أن وجود تاريخ عائلي للحالة قد يزيد من احتمال الإصابة بها.
2. التغيرات الهرمونية أثناء الحمل: تؤثر بعض الاختلالات الهرمونية أثناء تكوّن الجنين على تطور الإحليل، مما يؤدي إلى حدوث هذه المشكلة.
3. العوامل البيئية: قد تساهم بعض العوامل مثل التعرض لمواد كيميائية معينة أثناء الحمل في زيادة خطر الإصابة.

أعراض الإحليل السفلي

تعتمد الأعراض على شدة الحالة، وتشمل:

• وجود فتحة مجرى البول في مكان غير طبيعي على الجانب السفلي للقضيب.
• انحناء القضيب أثناء الانتصاب (Chordee).
• صعوبة في التبول أو خروج البول في اتجاه غير معتاد.
• في بعض الحالات، قد يكون هناك نقص في تغطية الجزء الأمامي من الحشفة.

تشخيص الإحليل السفلي

عادةً ما يتم اكتشاف الحالة فور الولادة أثناء الفحص السريري من قبل طبيب الأطفال أو جراح المسالك البولية. وفي بعض الحالات، قد يُطلب إجراء فحوصات إضافية إذا كان هناك اشتباه في وجود تشوهات أخرى مصاحبة.

علاج الإحليل السفلي

يعتمد العلاج على درجة الحالة، ويكمن الحل الأمثل في التدخل الجراحي الذي يهدف إلى:

• إعادة توجيه فتحة الإحليل إلى مكانها الطبيعي.
• تصحيح أي انحناء في القضيب.
• تحسين الوظيفة البولية والمظهر التجميلي.

متى يجب إجراء الجراحة؟

يفضل إجراء الجراحة بين عمر 6 إلى 18 شهرًا، حيث يكون الطفل في مرحلة مناسبة لتحمل الجراحة مع تقليل الآثار النفسية. وفي بعض الحالات المعقدة، قد يحتاج الطفل إلى أكثر من عملية لتحقيق النتيجة المثلى.

ما بعد الجراحة والعناية اللازمة

بعد الجراحة، يحتاج الطفل إلى العناية الدقيقة لضمان نجاح العملية، والتي تشمل:

• استخدام قسطرة بولية لفترة مؤقتة للسماح بالتئام الأنسجة.
• تجنب تعرض الطفل للعدوى من خلال العناية الجيدة بالجرح.
• متابعة دورية مع الطبيب لضمان التئام الجرح واستعادة الوظيفة الطبيعية.

الخاتمة

الإحليل السفلي من الحالات الشائعة التي يمكن تصحيحها بفضل التقدم في جراحة المسالك البولية للأطفال. يساهم التشخيص المبكر والتدخل الجراحي السليم في تحسين نوعية الحياة للطفل وتجنب المضاعفات المستقبلية. لذا، من الضروري استشارة طبيب متخصص بمجرد ملاحظة أي علامات غير طبيعية لضمان حصول الطفل على العلاج المناسب في الوقت الأمثل.